نبذة عن الكتاب:
الحمد لله الذي أنزل القرآن هُدىً للناس، ورحمةً للعالمين، وجعل فيه من النور والهداية ما يربّي القلوب، ويبني العقول، ويقيم الحضارة على أسس ربانية. والصلاة والسلام على معلم البشرية، سيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
هذا الكتاب الموسوم بـ “تفسير الروضة: تربية الأمة ودعوتها إلى الحضارة الربانية الراشدة” هو محاولة علمية وتربوية لربط معاني آيات القرآن الكريم وتفاسيرها بواقع الحياة المعاصرة، لا سيما في المجتمع الإندونيسي، مع توسيع الرؤية إلى أحوال الأمة الإسلامية عامة. والهدف من ذلك هو الإسهام في بناء جيل قرآني قادر على النهوض بالأمة نحو حضارة تنبع من نور الوحي وتهتدي بهديه.
وقد اعتمد المؤلف في هذا التفسير على عدد من التفاسير المعاصرة مثل “التفسير الميسّر” و*”التفسير المنير”* لما فيها من وضوح في المعنى وتقريب للفهم، مع الرجوع أيضاً إلى أمهات كتب التفسير المعتبرة عند أهل العلم كـ تفسير الجلالين، وابن كثير، والقرطبي، والطبري، والرازي وغيرهم، سعياً للجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين المنهج السلفي الراسخ ومتطلبات الواقع المتغير.
ويهدف هذا التفسير إلى تقديم طرح تربوي منهجي سهل التطبيق في الواقع المعاصر، يسهم في تشكيل وعي قرآني تربوي شامل، لبناء الفرد والأسرة والمجتمع على أسس إيمانية وأخلاقية وحضارية. ويؤكد هذا التوجه ما قاله الشيخ وهبة الزحيلي رحمه الله:
“لا يوجد في القرآن آية بدون معنى أو فائدة أو حكمة أو تشريع… وتكون بالتالي الأحكام المستفادة من معاني الآيات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً إما بالعقيدة أو بالعبادة أو بالأخلاق والسلوك أو بالتشريع الصالح للفرد والجماعة، وهذا المعنى الأعمّ هو الذي عنيته بفقه الحياة في القرآن الكريم.” )التفسير المنير، 1/62(
وفي الختام، يتوجه المؤلف بالحمد والشكر إلى الله تعالى على فضله العظيم، ويهدي هذا الجهد المتواضع إلى والديه وأهله وزوجته وولده، وإلى معهد روضة العلوم الإسلامية – سكاتيغا، إندرالايا، سومطرة الجنوبية، تعبيراً عن الامتنان والوفاء، كما يخص بالشكر الجزيل فضيلة الشيخ طلعت وفا أحمد وجميع الأساتذة والمعلمين الذين كان لهم فضل في تعليمه وتكوينه. ويسأل الله أن يجعل هذا العمل صدقةً جاريةً وثواباً موصولاً لهم، ولكل من علّمه حرفاً في سبيل العلم والدين.